التخلّصِ من التبولِ اللاإراديّ عند الأطفال


التبول اللاإرادي عند الأطفال: الأسباب والتشخيص والعلاج


التبول اللاإرادي هو حالة تحدث عندما يواجه الطفل صعوبة في التحكم في المثانة، مما يؤدي إلى فقدان السيطرة على التبول في أوقات غير مناسبة. يمكن أن يحدث هذا أثناء النوم (التبول الليلي) أو خلال ساعات اليقظة (التبول النهاري). تعتبر هذه الحالة شائعة بين الأطفال، خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة، وغالبًا ما تُعتبر جزءًا طبيعيًا من نموهم.

أسبابُ التبولِ اللاإراديّ:

تتعدد أسباب التبول اللاإرادي لدى الأطفال، ويمكن تصنيفها إلى عدة فئات تشمل العوامل النفسية، الجسدية، والسلوكية.

من بين الأسباب النفسية، يمكن أن تؤثر الضغوط النفسية والتوترات العائلية أو الاجتماعية على قدرة الطفل على التحكم في مثانته. الشعور بالخجل أو الإحراج قد يزيد من حدة المشكلة، مما يؤدي إلى تفاقم الحالة.

أما بالنسبة للعوامل الجسدية، فإن بعض الأطفال قد يكون لديهم مثانة صغيرة أو قدرة منخفضة على الاحتفاظ بالبول، مما يؤدي إلى حدوث التبول اللاإرادي. كما أن مشاكل صحية مثل التهابات المسالك البولية أو الإمساك يمكن أن تؤثر أيضًا على التحكم في البول.

العوامل الوراثية تلعب أيضًا دورًا مهمًا، حيث قد تكون هناك قابلية وراثية للتبول اللاإرادي. إذا كان أحد الوالدين قد عانى من هذه المشكلة في طفولته، فإن احتمال حدوثها عند الطفل يزيد.

التغيرات في الروتين اليومي، مثل بدء المدرسة أو الانتقال إلى منزل جديد، قد تؤدي أيضًا إلى التبول اللاإرادي. التغيرات الكبيرة في حياة الطفل يمكن أن تسبب شعورًا بالقلق، مما يؤثر على قدرته على التحكم في البول.

يعتبر التبول اللاإرادي مشكلة شائعة بين الأطفال، وغالبًا ما تتطلب الدعم والتفهم من الأهل. من المهم استشارة طبيب مختص لتحديد السبب الدقيق وراء هذه الحالة وتوفير العلاج المناسب إذا لزم الأمر.

تشخيصُ التبولِ اللاإراديّ:

تشخيص التبول اللاإرادي يتطلب تقييمًا دقيقًا من قبل مختصين في الصحة، ويشمل عدة خطوات لتحديد الأسباب المحتملة ووضع خطة علاجية مناسبة. يبدأ التشخيص عادةً من خلال تاريخ طبي شامل، حيث يجمع الطبيب معلومات حول عادات التبول لدى الطفل، بما في ذلك تكرار الحوادث، وأي عوامل مرتبطة مثل التوتر أو التغيرات في الروتين اليومي.

يتم أيضًا إجراء تقييم جسدي للتأكد من عدم وجود مشاكل صحية أساسية. قد يتضمن هذا الفحص قياس الوزن والطول والتحقق من صحة المسالك البولية.

في بعض الحالات، قد يُطلب إجراء اختبارات إضافية مثل تحليل البول أو أشعة سينية، للتأكد من عدم وجود التهابات أو مشكلات هيكلية.

من المهم أيضًا أن يُجري الأهل ملاحظات حول عادات الطفل ومتى تحدث الحوادث، مما يساعد في تحديد الأنماط أو العوامل المسببة.

عند اكتمال جميع الفحوصات والملاحظات، يتمكن الأطباء من وضع تشخيص دقيق، مما يمكنهم من اقتراح استراتيجيات العلاج المناسبة، سواء كانت سلوكية، مثل تدريب المثانة، أو استخدام الأدوية إذا لزم الأمر.

فهم هذه الحالة والتعامل معها بشكل صحيح يمكن أن يساعد في تحسين جودة حياة الطفل وتعزيز ثقته بنفسه.

أنواع التبول اللاإرادي عند الأطفال ليلا:

سلس البول الأولي الليلي:يحدث عندما يتبول الطفل ليلا دون أن يكون جافا بشكل كامل لمدة ستة أشهر متتالية بعد تعلم استخدام الحمام. سلس البول الليلي الثانوي:يحدث عندما يكون الطفل جافا لمدة ستة أشهرمتتالية ثم يبدأ في التبول اللاإرادي مرة أخرى.

كيفية التعامل مع التبول اللاإرادي ليلا:


التعامل مع التبول اللاإرادي ليلاً يتطلب نهجًا حساسًا ومتكاملًا، حيث يؤثر هذا الموضوع على الطفل وعائلته على حد سواء. من الضروري أولاً أن نفهم أن التبول اللاإرادي هو حالة شائعة، وغالبًا ما يكون لها أسباب طبيعية يمكن التعامل معها بفعالية.

أحد الخطوات الأولى هو ضمان خلق بيئة داعمة للطفل. يجب على الأهل التعامل مع الموقف بلطف وتفهم، حيث أن الإحراج أو العقاب يمكن أن يؤدي إلى مزيد من القلق. من المهم طمأنة الطفل بأن هذا ليس شيئًا غير طبيعي وأن الكثير من الأطفال يمرون بتجارب مماثلة.

يمكن استخدام تقنيات تدريب المثانة كجزء من الخطة. يتضمن ذلك تشجيع الطفل على الذهاب إلى الحمام قبل النوم، وتحديد وقت محدد لتفريغ المثانة، مما يساعد في تعزيز الوعي بالجسم.

استخدام تقنيات التحفيز الإيجابي مثل المكافآت يمكن أن يكون فعالًا أيضًا. بدلاً من التركيز على الحوادث، يمكن تشجيع الطفل على تحقيق النجاح من خلال مكافآت صغيرة عندما يبقى جافًا طوال الليل.

في بعض الحالات، يمكن أن تكون هناك حاجة لاستشارة طبية، حيث قد تساعد الأدوية أو أجهزة الإنذار التي تستشعر البلل في معالجة المشكلة.

 يجب أن يكون لدى الأهل الصبر والمرونة. قد يستغرق الأمر بعض الوقت لرؤية التحسن، ولكن من خلال تقديم الدعم والمشورة المناسبة، يمكن التغلب على هذه الحالة وتعزيز ثقة الطفل بنفسه

يعتمدُ علاجُ التبولِ اللاإراديّ على سببِ المشكلةِ، ويُمكنُ أنْ يشملَ:

العلاجَ السلوكيّ: يُعدّ العلاجُ السلوكيّ من أكثرِ الطرقِ فعاليةً لعلاجِ التبولِ اللاإراديّ، حيثُ يُعلّمُ الطفلَ تقنياتِ التحكّمِ في المثانةِ، مثلَ تحديدِ وقتِ الذهابِ إلى الحمامِ وتجنّبِ شربِ السوائلِ قبلَ النومِ.
قد يوصي الطبيب بجلسات علاج سلوكي للطفل لتحفيزه على تغيير سلوكه وتحسين التحكم بالبول.
العلاج الدوائي: في بعض الحالات، قد يصف الطبيب أدوية تساعد في تقليل التبول اللاإرادي، مثل الأدوية التي تعمل على تهدئة عضلات المثانة.
العلاجَ النفسيّ: قد يُساعدُ العلاجُ النفسيّ في علاجِ التبولِ اللاإراديّ في الحالاتِ التي تكونُ فيها المشكلةُ ذاتَ سببٍ نفسيٍّ.
تدريب الحوض: يمكن أن يكون تدريب الحوض فعالًا في تقوية عضلات الحوض وتحسين التحكم بالبول.
تغيير نمط الحياة: يمكن أن يساعد تغيير نمط الحياة بما في ذلك الحد من تناول المشروبات المنبهة وتجنب الإمساك على تحسين التحكم بالبول.
تدريب الاحتراس: يشمل ذلك تعليم الطفل تقنيات للتحكم بالبول مثل تأجيل التبول عند الشعور بالحاجة وتمارين الاحتراس.

علاج التبول اللاإرادي عند الأطفال بالأعشاب:

قد تساعد بعض الأعشاب في تخفيف أعراض التبول اللاإرادي إذا تم استخدامها مع العلاجات الأخرى.
تشمل بعض الأعشاب التي تم استخدامها تقليديًا لهذا الغرض:

ذيل الحصان:

  • يُعتقد أن ذيل الحصان يساعد على تقوية عضلات المثانة وتقليل كمية البول التي يتم إنتاجها في الليل.

حرير الذرة:

  • يُعتقد أن حرير الذرة له خصائص مدرة للبول، مما قد يساعد على زيادة عدد مرات التبول خلال النهار وتقليل كمية البول المتراكمة في المثانة في الليل.

الفطر الريشي:

  • يُعتقد أن الفطر الريشي له خصائص مضادة للالتهابات قد تساعد على تهدئة المثانة وتقليل تردد التبول.

الفربيون:

  • يُعتقد أن الفربيون له خصائص مدرة للبول قد تساعد على زيادة عدد مرات التبول خلال النهار وتقليل كمية البول المتراكمة في المثانة في الليل.
خليط غوشي جنكا غان:
  • هو خليط عشبي صيني تقليدي يُعتقد أنه يساعد على تقوية عضلات المثانة وتحسين وظائف الكلى.

كيفية استخدام الأعشاب:

  • عادة ما يتم تناول الأعشاب على شكل شاي أو كبسولات أو مستخلصات.
  • من المهم اتباع تعليمات الجرعة الموجودة على ملصق المنتج.
  • لا تتناول أي أعشاب إذا كنت حاملاً أو مرضعة أو تتناول أي أدوية.

من المهم أيضًا إجراء تغييرات في نمط الحياة للمساعدة في علاج التبول اللاإرادي، مثل:

  • تقليل شرب السوائل قبل النوم.
  • الذهاب إلى الحمام قبل النوم بساعتين على الأقل.
  • رفع ساقي الطفل أثناء النوم.
  • استخدام منبه للتبول ليلاً.

مأكولات لعلاج التبول اللاإرادي عند الأطفال

إليك بعض المأكولات التي يمكن أن تساعد في علاج التبول اللاإرادي عند الأطفال، مع طرق التحضير:

عصير التوت البري

المكونات:
  • كوب من عصير التوت البري الطازج.
التحضير:
  • يُفضل تناول كوب من عصير التوت البري يومياً، حيث يُعتقد أنه يساعد في تحسين صحة المسالك البولية.

حساء الجزر

المكونات:
  • 2-3 جزرات.
  • حبة بطاطا.
  • بصل.
  • مرق خضار أو ماء.
التحضير:
  • يُقطع الجزر والبطاطا والبصل إلى قطع صغيرة.
  • يُطهى في مرق الخضار أو الماء حتى تصبح الخضار طرية.
  • يُهرس الحساء حتى يصبح ناعماً، ويُقدم دافئاً.

زبادي مع الفواكه

المكونات:
  • كوب من الزبادي.
  • فواكه مثل الموز أو الفراولة.
التحضير:
  • يُقطع الموز أو الفراولة ويُضاف إلى الزبادي.
  • يُمكن إضافة ملعقة من العسل لتحسين الطعم.

شاي الأعشاب

المكونات:
  • ملعقة من البابونج أو النعناع.
  • ماء مغلي.
التحضير:
  • تُنقع ملعقة من الأعشاب في كوب من الماء المغلي لمدة 5-10 دقائق.
  • يُصفى ويُشرب دافئاً قبل النوم.

الشوفان

المكونات:
  • نصف كوب من الشوفان.
  • ماء أو حليب.
التحضير:
  • يُطهى الشوفان في الماء أو الحليب حتى ينضج.
  • يمكن إضافة القليل من العسل أو القرفة لتحسين الطعم.

البقوليات (مثل العدس)

المكونات:
  • كوب من العدس.
  • بصل، طماطم، توابل.
التحضير:
  • يُغسل العدس ويُغلى في الماء.
  • يُضاف البصل والطماطم المفرومة والتوابل، ويُطهى حتى ينضج.

تذكر أن تغذية الطفل بشكل عام يجب أن تكون متوازنة، مع التركيز على الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة. من المهم أيضًا تشجيع الطفل على شرب كميات كافية من الماء خلال اليوم، مع تجنب السوائل قبل النوم مباشرة.

التبول اللاإرادي هو حالة شائعة بين الأطفال وقد تؤثر على صحتهم النفسية والاجتماعية. فهم أسباب هذه الظاهرة ومعالجتها بشكل صحيح يساعد في تخفيف القلق والتوتر لدى الطفل وعائلته. من خلال توفير الدعم النفسي والعاطفي، وتبني استراتيجيات فعالة مثل التغذية الصحية والنمط الحياتي السليم، يمكن تجاوز هذه المشكلة بنجاح. من المهم أن تتبنى الأسر أسلوبًا إيجابيًا وأن تستعين بالمهنيين عند الحاجة لضمان أن يشعر الطفل بالراحة والأمان. تذكر أن التبول اللاإرادي ليس عيبًا أو نقصًا، بل هو مرحلة يمكن تجاوزها بالمثابرة والدعم المناسب.

تعليقات